Wednesday, 23 July 2014

Photo: ‎حلمي الأوحد 
تعتلي عرش السحاب 
منجاةً من هلاكٍ يمر بها 
كبائعٍ متجولٍ
يحصد أحلام التراب 
آتني يداكِ أغصان ياسمينٍ 
أشم من طهرهما عبق أرض الهزائم
فأسافر الى مهد السلام الأول بين خضار عينيك 
أحزم الوجع أمتعتي وأرحل كنورٍ أزرقٍ في إنبلاج الصباح
وأحطّ بقافيتي على الأساور 
وهمساً أُسّر باسمك للريح المهاجر من منفاي 
خشية محتلٍ يعتقل حروفه إن رتلته فوق المنابر  
ملاذ عشقٍ له انتمى الفؤاد مذ سُفك الحب من جوف الحناجر 
ادخلي في ذاكرتي واعبثي كالأطفال اعبثي 
بماضٍ أسيراً يقتادني هواه لا أغلال تكبلني
إلا أن كان من قلبي أن تكحلت نبضاته 
يوم أشرق ثغرك على شرقات المحاجر‎
حلمي الأوحد 
تعتلي عرش السحاب 
منجاةً من هلاكٍ يمر بها 
كبائعٍ متجولٍ
يحصد أحلام التراب 
آتني يداكِ أغصان ياسمينٍ 
أشم من طهرهما عبق أرض الهزائم
فأسافر الى مهد السلام الأول بين خضار عينيك 
أحزم الوجع أمتعتي وأرحل كنورٍ أزرقٍ في إنبلاج الصباح
وأحطّ بقافيتي على الأساور 
وهمساً أُسّر باسمك للريح المهاجر من منفاي 
خشية محتلٍ يعتقل حروفه إن رتلته فوق المنابر 
ملاذ عشقٍ له انتمى الفؤاد مذ سُفك الحب من جوف الحناجر 
ادخلي في ذاكرتي واعبثي كالأطفال اعبثي 
بماضٍ أسيراً يقتادني هواه لا أغلال تكبلني
إلا أن كان من قلبي أن تكحلت نبضاته 
يوم أشرق ثغرك على شرقات المحاجر


انها السابعة صباحاً , هذا مابدا له محبطاً على شاشة الهاتف فمازال الوقت باكراً جداً على الاستيقاظ , وهو قد استنفذ في نومه كماً من الأحلام يكفي بحكم العادة ليجد غقارب الساعة قد أشارت الى منتصف النهار , ربما بدأ يفقد الحاجة الأنسانية الى النوممنذ أن قطع حاجز الموج الذي يفصل الحلم عن الشاطئ , ربما هذه البقعة من الأرض التي تخلو من الليل في هذا الفصل من السنة أربكت ساعته البيولوجية, أو ربما كان العشاء أثقل مما يجب على معدته المنهكة من فرط تكرارها عملية الضهم لطعام غير صحي كل هذه الاعوام , المهم أن حاجته البشرية للنوم ترهقه ولكنها على الجانب الانساني باتت غير ذي بال, فهنا في أرض اليقظة ككل الآخرين لديه سيطرة شبه مطلقة على الوعي ولكنه واقعٌ لا يتسم بالمنطق بأي شكل من الأشكال لا بل وانما ينضح بالجنون اينما أدرت رأسك المثقل بالحلم في بقاع البسيطة, أما هناك في قلب ذلك البحر المترامي العميق المجهول يغدو كل شيءٍ ممكناً, روت له عن حلمٍ مر بها بقسوة في الليلة الماضية وكيف استمر تأثيره عليها أغلب النهار, حاول أن يخرجها من دائرة الأثر الموجع هذا الى منطقٍ هو ذاته لا يقتنع به ولكن من باب الكياسة والخوف على عينيها من حزن آخر يجرؤ أن يستبيحهما أيضاً, قالت له إنك حتى الآن لم تدرك مدى ارتباطي بعالم الحلم وكيف له أن يبني الكثير من القرارات في حياتي الشخصية, بل على العكس ههنا الآن في هذا المكان الذي يسمى حلماً استطيع أن أتجاوز كل الحدود لأكون معك كما أشاء دون خوف او قيود, ربما هو لم يخض تجارب كبيرة في أرض اليقظة, ولكنه ههنا يملك كل انواع الاحتمال ليختبر أي شي, كأن يخوض تجربة الحرب على سبيل المثال, هذا الشعور بالخوف كان حقيقياً ,محاولته للنجاة من الموت كانت حقيقية أيضاً ,فقد استخدم كل ماكان في حوزته من أسلحة بيضاء أو من قنابل ورشاشات لقتل الآخر أو الأخرى دون طائل وهنا كان المنطق الوحيد المتبقي هو قلم تلوين اصفر يطعن به اسفل ذقن الخصم طعنةً تخترق رأسه صعوداً, إن منطق هذه الضفة - عندما تفكر به في حال اليقظة - يكاد يخلو من أي ترابط مفهوم للكثير منا ولكننا على الرغم من ذلك نحب أن نصطحب منه الكثير من الرغبات المعاشة فيه الى واقعنا وكثيراً مانصاب بالخيبة, ربما يكون كافياً أن نحيى الرغبة فيه حيث وجدناها دون محاولة دائبة منا لجرها لمكان لاتنتمي اليه الى ضفةٍ لا تخصها, كأن نقف على رمال الشاطئ ونحمل ما اتغرفته أدينا من ماء البحر ثم نلقيه فوق الرمال, كل ما سيحدث أن الماء سيجف وتبتلعه الرمال بعد بعض الوقت ويدفن الحلم في قلب التراب, أو أن ننتظر من البحر ذاته أن يحث الخطى ليجتاز الموج ويحط بكله فوق الرمال , لكنها مجرد موجات كبرت او صغرت لن تعدو عن أملٍ مبللٍ صغير يدغدغ مقدمة اليابسة , والحقيقة أنه كلما حدثت قفزة كهذه التي ننتظرها وقغت كارثة راح ضحيتها الكثير من الخسائر البشرية والمادية , وان الأمر سواء في أرض الحلم واليقظة الذين نتنقل بينهما كل يوم وليلة, انه النوم هو السفينة التي نركبها لننتقل بين الضفتين, البعض يظن انه يستيقظ هنا, أما هو فمازال يتسائل أيهما كان قبل الآخر الحلم أم اليقظة, عندما كان مجرد جنين في رحم أنثى لابد أن الحلم وحده كان ملك المكان دون منازع, ربما هذه التجربة الطويلة المترسخة في اعماق وعينا هي ما تدفعنا دوماً الى محاولة العودة الى تلك الأرض الرخوة من الرغبات, ولكن هذا يدفعه الى تسائل آخر ,أيّن منهما هو الحلم وأيهما هو الواقع حقاً. في عالم كلنا فيه فيه شواطئ وبحار والنوم هو الموج الذي يقذف بنا بينهما فنأخذ من هذا لنضع في الاخر ولا يمتلئ أي منهما ولا يأتي يوم يطغى أحدهم على الآخر, اكثرنا يحيى على الشاطئ مفضلا أن يبلل قدميه ببعض الموج , وهناك من يوغل في السباحة حتى يبتعد كثيراً اليابسة ويتعرض عندها للغرق, ولكن ربما كان الغرق ظلمة أخرى كتلك التي كان بها عندما كان جنيناً, الإحتمالات كثيرة على الضفتين, البعض يشبه في حياته شواطئ عذراء لم يدنو منها بشري منذ سنين طوال, آخرون ربما يشبهون اجمل الشواطئ المكتظة بالمريدين بحثا عن الراحة, ربما ليس هذا ايضاً ضمن خياراتنا, أنه يشبه سكة القطار التي فرضت علينا لنمضي بها في درب هذه الحياة القصيرة .