احتاج الغرب لأسبوعين فقط حتى يعلن التدخل للإطاحة بمبارك , واحتاج الى يومين ليرسل مقاتلاته الى مالي , لكن القضية السورية تشارف على السنتين وهم ليسوا على ثقة بعد . ويقول آخرون أنها مؤامرة كونية على القائد المفدى , بينمى يبدو أننا نخن من غزى الغرب , وعودهم تبدو مألوفة , كوعودنا, عربية . لعل الكبت المزروع في جذور أرضنا على تلونه , قاد في نهاية المطاف الى خلق مجتمع يتوق الى التجربة .مجتمع قيده الرغبة , أساء الى العقل كثيراً فأعلن العقل عليه التمرد , كردة فعل قاسية لتعيد تكوين التوازن . ضائعٌ بين الصبر و الإكراه , بين شحاحة الواقع و بساطة الحلم . يطمح فقط أن يقف دون أجنحة , دون رصاصة رحمة . مجتمع لا يعرف من فيه من يأسف على الآخر . مجمتع يحتاج قروناً كي يشفى .

صريعاً للعشق أهوي و السماء قلبي وأنتِ ترابي

والعشق أنتِ و المنفى

أحرقت بعظاميَ قبري و رفاتي دمعٌ

وأنتِ الناي و الصدى أنتِ و اللظى

..سراباً في عينيكِ أمضي و الواحات عطشى و أنتِ الموانئ والطريق أنتِ و المنتهى

الصراع سيذهب بك اليوم او غدا الى حتمية الاختيار إما الموت عبثًا او الموت بقضية . هنا تنبلج الدوافع , دوافع هي خليط من محيط النَشْأَة ,الثقافة ,الدين, تأثير العاطفة الشخصية والجماعية , إما بفقدان بعض او كل شيء او هلع خسارة اي شيء . استساغة مذاق العبودية ,التآلف مع نمط روتين تزعم ثورة دائمة عليه , رغبة التغيير التي لا يصاحبها فعل ثم تجد قدرك على المحك فإلى أين ستنحاز ؟؟ الخوف حق واجب من سيطرة دينية تكاثرت نتيجةً لإيمان -وليد عجز لا إيمان وليد رغبة- يقود الى حقبة أشد ظلمة بذريعة تلائم أهوائك فقط . الطريق الطويلة مرهقة ولكنها تحمل في طياتها الفضيلة . أن تخسر كل شيء في سبيلي لا يبيح لك أشراكي في أن أخسر كل شيء أيضا . أن تخسر كل شيء لايبيح لي الصمت أو أن أخدلك .

تلك الجلسة المعتادة , وأصابعك تداعب أزرار الحاسب لأعوام وأعوام مستنشقاً كل ما تزفره من سحاب سجائر و ذاكرةٍ تُقلّب صفحاتها حتى بدأت تشعر بالحرارة تقرص رؤوس أصابعك .
ولحظتها تدرك أنك كففت عن الأنتظار قتقول " حسناً سأبدأ الثقة.. سأخلق ليَ وحياً "... ومن هنا أبدأ.